الشعباني وبن يحيى والكنزاري... ثلاثي تونسي يتألق في عالم التدريب الإفريقي

نشرت:

 

تعرف الساحة الإفريقية تطورا ملحوظا منذ سنوات عديدة على مستوى عالم التدريب، حيث ظهر وتألق الكثير من المدربين الأفارقة مع مختلف الأندية والمنتخبات في مختلف البطولات والمنافسات.

 

سمح بروز أسماء العديد من المدربين أفارقة ليس على المستوى القاري فقط، بل على مستوى العالم الكروي بأكمله، بازدياد طموح المدربين ورفعهم سقف التحدي للأعلى.

 

شهد الموسم الكروي 2024-2025، تألق عدد من المدربين أفارقة، سواء محليا في بلدانهم، أو على المستوى الإقليمي والقاري وحتى العالمي، ليواصلوا رفع راية المدرب الإفريقي الذي كثيرا ما لقي إشادة واسعة أينما حل وارتحل.

 

كان الثلاثي التونسي، معين الشعباني، خالد بن يحيى وماهر الكنزاري، عينة من المدربين المتألقين خلال الموسم الكروي المنقضي، مع أنديتهم، نهضة بركان المغربي، مولودية الجزائر والترجي التونسي على التوالي.

 

صنع المدربون التونسيون الثلاث الفارق في شمال القارة الإفريقية، وقادوا أنديتهم للتتويج بألقاب محلية وأخرى قارية عن جدارة واستحقاق.

 

استطاع المدرب التونسي، معين الشعباني، أن يقود ناديه نهضة بركان المغربي لتحقيق موسم استثنائي، حيث تُوج معه بكأس الكونفيدرالية الإفريقية، توتال إنيرجيز، ولقب الدوري المغربي لأول مرة في تاريخه، فضلا عن التأهل لنهائي كأس العرش المغربي.

تدارك، الشعباني، خسارته نهائي كأس الكونفيدرالية الإفريقية، توتال إنيرجيز، خلال موسم 2023-2024، أمام الزمالك المصري، واستطاع أن يحصد اللقب القاري على حساب نادي سيمبا التنزاني، ليهدي المغاربة ثالث لقب في المنافسة، بعد تتويجي سنتي 2020 و2022.

 

واصل المدرب البالغ من العمر 44 سنة، تألقه مع نادي نهضة بركان، وتمكن من ترسيم التتويج بلقب الدوري المغربي لأول مرة في تاريخ النادي، وذلك قبل جولات عديدة من نهاية الموسم الكروي، قبل أن ينهي الدوري برصيد 70 نقطة، بفارق 13 نقطة كاملة عن الوصيف نادي الجيش الملكي المغربي، و16 نقطة عن صاحب المرتبة الثالثة نادي الوداد البيضاوي.

 

تم تعيين المدرب التونسي، ماهر الكنزاري، من جهته، على رأس نادي الترجي التونسي، شهر مارس 2025، خلفا للمدرب المُقال، لاورينتو ريجيكامف، حيث تمكن في مدة قصيرة فقط من إيجاد معالمه مع العملاق التونسي.

قاد، الكنزاري، الترجي التونسي للتتويج بلقب الدوري التونسي بطريقة رائعة، حيث أنهى الموسم الكروي متربعا على عرش الكرة التونسية برصيد 66 نقطة، وعلى بعد 4 نقاط فقط عن ملاحقه، نادي الاتحاد المنستيري و 5 نقاط عن نادي النجم الساحلي التونسي.

 

جاء تتويج الترجي التونسي للمرة 34 بلقب الدوري التونسي، نتيجة عمل جماعي مُتقن، ساهم فيه بشكل كبير جدا المدرب، الكنزاري، حيث عاد "أبناء باب السويقة" لحصد النتائج الإيجابية في الدوري التونسي، مع قدوم، صاحب 52 سنة، لتولي العارضة الفنية للفريق، بعد تراجع أداء ونتائج الترجي قبل قدومه.

 

كان الأمر مشابها لمواطنه، خالد بن يحيى، لكن خارج البلاد، حيث قاد المدرب التونسي نادي مولودية الجزائر للتتويج باللقب التاسع في تاريخه، بعد موسم شاق وصعب، وسار على نفس نهج زميليه.

 

تُوج المدرب التونسي، بن يحيى، مع مولودية الجزائر بلقب الدوري الجزائري في آخر جولة من الموسم الكروي، منهيا مغامرته برصيد 58 نقطة، وبفارق نقطتين فقط عن نادي شبيبة القبائل، و 4 نقاط عن صاحب المرتبة الثالثة، شباب بلوزداد.

جاءت عودة، بن يحيى، شهر ديسمبر 2024، للإشراف على العارضة الفنية لمولودية الجزائر، بعقد مدته 6 أشهر، خلفا للمدرب الفرنسي، باتريس أمير بوميل، الذي تم فسخ عقده بالتراضي، لتكون لحظة حاسمة في مشوار النادي أكثير شعبية في الجزائر، سمحت للمولودية باسترجاع أنفاسها بعد نتائج متذبذبة، ليتألق زملاء المهاجم، زكرياء نعيجي، في مرحلة الإياب من الموسم الكروي المنقضي.

 

سيكون الثلاثي التونسي، الكنزاري، الشعباني وبن يحيى، أحد أفضل الأمثلة عن تألق المدربين الأفارقة، سواء داخل بلدانهم أو خارجها، مما يجعلهم قدوة لبقية المدربين وأسلافهم، على أمل السير على خطاهم.