مدغشقر تفرض نفسها كقوة صاعدة في كرة القدم الإفريقية وبوركينافاسو يجب أن تتدارك سريعا

بفضل فوز منتخب مدغشقر الصعب بنتيجة 2-1 أمام منتخب بوركينافاسو، في ملعب، أمان، مساء السبت 16 أغسطس، حجز "الباريا"، مكانه في الدور ربع النهائي من بطولة أمم إفريقيا للمحليين "شان"، توتال إنيرجيز 2024، وهو التأهل الثاني توالياً إلى مرحلة الأدوار الإقصائية.
بينما كان منتخب بوركينافاسو، قد أُقصي بالفعل ولعب من أجل الكرامة، حمل منتخب مدغشقر، على عاتقه ثقل الانتظار.
لم يكن الملغاشيون قد ضمنوا التأهل وينقصهم الانتصار، وقد لبّوا النداء بشجاعة ولمسة من الإبداع.
راكوتوندرب يُحيي روح لاعبيه
أكثر المدرب، روموالد راكوتوندريابي، من الثناء على لاعبيه بعد صافرة النهاية قائلاً:
"لقد فزنا بالمباراة، لكنها لم تكن سهلة على الإطلاق. لحسن الحظ سجلنا هدفين، غير أن المباراة كانت صعبة جداً. لعب لاعبونا بشخصية قوية وإرادة لمواصلة هذه المنافسة."
أشاد كذلك بالمستوى العالي للمجموعة الثانية التي ضمت منتخبات، موريتانيا ومدغشقر وبوركينا فاسو وجمهورية إفريقيا الوسطى، قائلاً:
"لم يكن هناك منتخب في مجموعتنا لا يستحق التأهل. أرفع القبعة لكل المنتخبات على المستوى الكروي الذي قدمته."
مواجهة مثيرة في زنجبار
افتتح منتخب مدغشقر، باب التسجيل مبكراً عبر تسديدة قوية من، فينوهاسينا رازانيمارو، في الدقيقة السابعة.
لكن منتخب، بوركينافاسو، رد برأسية من، سليمان سانغاري، بعد تمريرة دقيقة من، هانابي سانيي، في الدقيقة 25.
جاء التحول الكبير في منتصف الشوط الثاني، حين ارتكب، ساني، خطأً ساذجاً داخل منطقة الجزاء، ليحتسب الحكم ركلة جزاء.
نفذ ركلة الجزاء، لالينا رافانوميزارنسوا، بثقة، مانحاً منتخب "الباريا" الفوز بنتيجة 2-1 والتأهل إلى ربع النهائي.
اعترف، راكوتوندرب، بصعوبة المواجهة قائلاً:
"النتيجة لا تعكس حقيقة المباراة، لكن يمكنني أن أؤكد لكم أنها كانت في غاية الصعوبة، خاصة في الدقائق الـ15 الأخيرة. كان الأمر عاطفياً ومشحوناً للغاية، لكن لاعبينا لعبوا بفخر وبرغبة في الدفاع عن بلدنا. صيغة هذه النسخة بخمسة منتخبات في كل مجموعة تجعل التأهل أكثر تعقيداً."
بالبون: دروس للمستقبل
تقبّل المدرب البوركينابي، عيسى بالبون، من جانبه، الخسارة بكرامة قائلاً:
"خرجنا من مباراة صعبة. ورغم أننا قدمنا كرة قدم جيدة، إلا أننا واجهنا منتخباً ملغاشياً مصمماً على التأهل مهما كلف الأمر. أتمنى لهم حظاً سعيداً."
شدد على المستوى العالي للمجموعة: "كل المباريات لعبت بشدة كبيرة."
اعتمد، بالبون، على مداورة التشكيلة في آخر مباراة، رغبة منه في الحفاظ على الروح الإيجابية داخل المنتخب، حتى بالنسبة لمن لم يشاركوا من قبل، قائلاً:
"كنا مضطرين لاستغلال عمق التشكيلة. لو خرج بعض اللاعبين من البطولة من دون المشاركة، لكان لذلك أثر سلبي حتى على مسيرتهم مع أنديتهم."
مستقبل واعد لمنتخب "الخيول"؟
أعرب، بالبون، رغم الإقصاء، عن فخره بصلابة لاعبيه وتحدث بتفاؤل عن المستقبل قائلاً:
"أنا ما زلت مدرباً لمنتخب بوركينافاسو، والقرار يعود للاتحاد البوركينابي لكرة القدم. أنا فخور باللاعبين وبالكفاح الذي أظهروه. أعتقد أن المستقبل يبشر بالخير."
ماذا بعد بالنسبة لمدغشقر؟
سيواصل منتخب مدغشقر، مشواره بمواجهة في ربع النهائي أمام متصدر المجموعة الأولى، وقد يكون في مواجهة إما المغرب أو جمهورية الكونغو الديمقراطية أو كينيا.
وبأدائهم المليء بالإصرار في، زنجبار، أثبت منتخب "الباريا"، أنه لن يكون منافساً سهلاً في الأدوار الإقصائية.
تأهل مدغشقر الثاني توالياً إلى ربع النهائي يؤكد صعودهم التدريجي ويجعل منهم واحدة من أجمل قصص هذه البطولة.