كأس أمم إفريقيا للسيدات: جنوب إفريقيا الأكثر روحًا رياضية

رغم أن منتخب، جنوب إفريقيا، لم يتمكن من الحفاظ على لقبه القاري، إلا أنه غادر النسخة الثالثة عشرة من كأس أمم إفريقيا للسيدات، توتال إنيرجيز، بتكريم رمزي كبير: جائزة الروح الرياضية "اللعب النظيف". حصل منتخب "بانيانا بانيانا" على مجموع 510 نقاط، منحها له مجموعة الدراسات الفنية للاتحاد الإفريقي لكرة القدم "الكاف" بناءً على معايير صارمة تشمل: السلوك داخل الملعب، احترام المنافسين والحكام، والانخراط الإيجابي، مما جعل من جنوب إفريقيا نموذجًا يحتذى به مرة أخرى.

منتخب مثالي داخل أرضية الميدان وخارجها

تُكافئ هذه الجائزة الانضباط، الروح الرياضية، والعقلية التي أظهرتها لاعبات المدربة، ديزيري إليس، اللواتي رسّخن مكانتهن كأسماء بارزة في كرة القدم النسائية الإفريقية لأكثر من عقد من الزمن. سواء على أرضية الميدان أو خارجه، تميزت اللاعبات الجنوب إفريقيات بسلوكهن المثالي: نادرا ما ارتكبن مخالفات خطيرة، لم يقمن باحتجاجات مفرطة، وأظهرن احتراما دائما للعبة وقواعدها.

حتى في أحلك اللحظات خلال مسيرتهن في البطولة، مثل ربع النهائي أمام، السنغال، أو نصف النهائي أمام نيجيريا، حافظت زميلات، ريفيلو جين، على مميزاتهن. وهو ما ساهم من دون شك في منحهُن هذه الجائزة التي تُكرّم المنتخبات التي تضع الأخلاق الرياضية في صلب مسارها التنافسي.

مسار يُضاهي الكبار

حافظت، جنوب إفريقيا، من الناحية الرياضية، على سمعتها القوية. بدأت مشوارها في المجموعة الثالثة، بانتصار مقنع أمام، غانا، بنتيجة 2-0، ثم تعادلت مع تنزانيا بنتيجة، 1-1، قبل أن تنتفض بقوة أمام، مالي، بفوز عريض 4-0، لتضمن بطاقة التأهل إلى ربع النهائي.

واجهت منافسًا عنيدًا في ما بعد، هو منتخب، السنغال، وانتهت المباراة بالتعادل السلبي، قبل أن تحسمها جنوب إفريقيا بركلات الترجيح (4-1)، بفضل ذكائها التكتيكي وهدوئها. وفي نصف النهائي أمام، نيجيريا، خسرت بنتيجة 2-1، وسط أجواء حماسية في ملعب، العربي الزاولي، بمدينة الدار البيضاء،. ورغم خيبة الأمل، هنّأت اللاعبات الجنوب إفريقيات خصمهن النيجيري بكل احترام، في مشهد جديد يُبرز قيمهن المثالية.

ثقافة احترام مُتجذرة في الهوية

ليس هذا أول تتويج لجنوب إفريقيا بجائزة الروح الرياضية. فمنذ تولي، ديزيري إليس، لاعبة المنتخب السابقة، مهام تدريب المنتخب، وهي الحائزة ثلاث مرات على جائزة أفضل مدربة في إفريقيا، عملت على ترسيخ ثقافة جماعية تقوم على الاحترام، العمل الجاد، والتضامن.